۱۳۹۵-۰۲-۲۱

التمهید فی شرح قواعد التوحید : الفصل الأول فی النوحید

 

قَصَرُ المشّائین

علی أنّ المختار عند الصدر الأوّل من الحکماء « الأقدمین من القدماء»، الذین هم من جملة الأصفیاء من الأنبیاء، والأولیاء، علیهم السلام، علی ما أَخْبَرَ عنه المورِّخون، کآغاثاذیمون، المدعوّ بلسان الشریعة ب «لقمان»، وهُرمس الهرامسه، المدعوّ ب «إدریس»، وفیثاغورث المدعوّ ب «شیث»، وأفلاطن الالهی، لیس إلاّ هذا. لکن المتأخّرین من أصحاب المعلّم الأوّل؛ أعنی المشائین، لمّا قَصَروا طریقَ الاستفاضة، واستعلام الحکمة الحقّة علی الحجّة المحضة « أی البرهان»، والبحث البحت، حَجَزهم « منعهم» حُجب الشبهات المظلمة الناشئة ممّا أسِّست علیه مناهجهم من القواعد الجدلیة، عن أن یتفطّنوا لما هو الحقّ فی تلک المسألة الجلیة « أی التوحید».

۱ـ اسم لموضع.

۲ـ أی الکلام الذی یخرج منک وقتا بعد وقت.

۳ـ أی ضمّ بعضه إلی بعض.

۴ـ جمع المیمنة؛ أی الیمین.

 ۵ـ الشعبة آلة من الآلات النجومیة، ویستعار بالشعبتین عن الدور والتسلسل، و«النار علی علم» یلوح بالرؤیة والکشف العرفانی.

(۲۲)

والذی یقضی منه العجب، أنّ من رام منهم إفادة تحقیق، أو زیادة تدقیق، إنّما جاء بإلحاق منع ونقض، فأصبحت مؤلّفاتُهم بتراکم المناقضات مجموعةً من ظلمات بعضها فوق بعض، فما یخْلُص عن دیاجیرها(۱) إلاّ الأقلّون، « وما ظلمهم اللّه ولکن کانوا أنفسهم یظلمون»(۲).