۱۳۹۵-۰۲-۲۱

التمهید فی شرح قواعد التوحید : الفصل الأول فی النوحید

 

الوصل الثامن والثلاثون

فی دفع الشک الخامس

قال:

«وهکذا الکلام المبسوط فی عالم المثال، فقد أشبعنا القول فیه هناک، وغرضنا فی هذا المختصر تحقیق بحث آخر، فیکون الشروع فیه من قبیل الفضول».

أقول:

هذا إشارة إلی جواب الخامس من الأسئلة. ولمّا کان طریق دفع هذه الشبهة ما سلکه فی دفع الشبهة الرابعة، بل تلک الصورة بعینها یصلح لأن تدفع بها هذه الشبهة، فإنّ نسبة عالم المثال إلی عالم الشهادة أیضا کنسبة المطلق إلی المقید بعینه کما سبق بیانه فی إثبات عالم المعانی « فالتعبیر بالعالم عمّا فی کمون ذاته تسامح»، فذلک التمثیل یکفی فی إثبات وجوده الذی هو محلّ الشبهة، لکن بیان حقیقته وتحقیق الأمر فی ذلک فممّا هو خارج عن غرض هذه الرسالة، فیکون الشروع فیه من قبیل الفضول ؛ لأنّ دفع الشبهة یتمّ بدونه، ولا یتعلّق به ما انتظم لأجله جملة هذه الأبحاث أصلاً؛ إذ غایتها إنّما هو إثبات التوحید علی ما ذهب إلیه أهل الحقّ من الصوفیة، وقد فرغ عن بیان ذلک بأتمّ وجهٍ، لکن عند تطبیق أمّهات أصولهم علی قواعد أهل النظر، یتوجّه شکوک لابدّ أن یتعرّض لبیان دفعها بالاستقلال.

ثمّ إنّ من ذلک بیان إنیة عالم المثال وهلیته البسیطة، ولمّا أمکن بیان ذلک بالصورة المثالیة التی بین بها إنّیة عالم المعانی، اکتفی بذلک فی دفعه. وأمّا بیان حقیقة شیء من العالمین، فلمّا لم یتعلّق به غرض هذه الرسالة ولا حلّ الشکوک، فلیس من الأبحاث المحتاج إلیها فی شیء، فالتعرّض لها من الفضول.

(۱۷۳)