۱۳۹۵-۰۲-۲۰

التعلیقة علی المکاسب المحرّمة

 

السبّ

«لا تسبّوا فتکتسبوا العداوة»(۱)، بیان عقلی ونهی إرشادی لحکمة حرمة أصل السبّ، بلا فرق فی جمیع موارده بالنسبة إلی المؤمن والکافر وغیرهما، والجواز أو الوجوب فی بعض الموارد کان من موارد التزاحم کما سبق. واکتساب هذا النوع من العداوة غیر العداوة الحاصلة فی ما بین الأقوام والملل أو الملل والنحل بجهة الایمان والکفر وغیرهما.

فی روایة إبن الحجّاج عن أبی الحسن علیه‌السلام «فی الرجلین یتسابّان»(۲) أیضا بیان لقبح أصل السبّ بقرینة «الرجلین» وجملة «والبادی منهما أظلم» .

۱- الوسائل، ج۱۲، ص۲۹۷.

۲- الوسائل، ج۱۲، ص۲۹۷.

(۷۷)

قوله: «وفی کلام بعض آخر أن السبّ والشتم بمعنی واحد…»(۱).

فی کتب اللغة من جهة بیان خصوصیات السبّ والشتم وغیرهما من مشابهاتهما إهمال، وتعاریف أهل اللغة فی هذه الأمور لا یثمن ولا یغنی من الجوع.

السبّ ایراد النقص، والفحش القول السییء، والشتم نوع من السبّ بمعنی القول الردیء، والقذف الرمی بالزنا أو اللواط ومثلهما، والشتم دون القذف والقذف أشدّ.

قول الزور؛ أی: الباطل، وهو غیر السب؛ لأنّه ربّما کان حقّا ولو کان سبّا وتهویرا لکرامته مثل یا حمار للبلید.

الإیذاء؛ إدخال الأذی علی غیر ولو لم یکن بالتعدّی علی عرض غیر، والإذلال التعدّی علی عرض غیر، وبینهما فرق بین.

السبّ غیر الغیبة وإن اجتمع معها فی البعض، وفی مادّة الاجتماع شدّة العذاب المناسب صحیح؛ لا تعدّد العقاب. وفرق بین شدّة العقاب اللائق بالعمل وتعدّد العقاب المعلول من العملین القبیحین.

آیة: «ولا تسبّوا الذین یدعون من دون اللّه فیسبّوا اللّه عدوّا بغیر علم»(۲) مربوطة بمقطع خاص الذی لا ضیر فیه السبّ لکثرة العدوّ أو قلّة أهل الحقّ ؛ خصوصا إن کان الدار دارهم، فعلی هذا لا

۱- المکاسب المحرّمة، ص۳۲، س۱۵، ج۱، ص۲۵۴.

۲- الانعام / ۱۰۸.

(۷۸)

یکون النهی مطلقا؛ مثل آیة: «لکم دینکم ولی دین»(۱)، وآیة: «لا إکراه فی الدین»(۲) وغیرهما من الآیات المناسبة لمقاطع الخاصّة متعلّق السبّ وإن کان الأفراد العابدة للأصنام، ولکن من باب الاتّحاد، ولا فرق من هذه الجهة بین السبّ لآلهتهم أو لأنفسهم والأمر واحد.

آیة: «فمن اعتدی علیکم فاعتدوا علیه بمثل ما اعتدی علیکم»(۳) لا تشمل جمیع الموارد الممکنة فی السبّ وکل زمان ومکان وبأی موضع وحال، بل مقید بوجود المصلحة وعدم الإضرار من جانبهم زیادةً علی ما هو الموجود فی ما بینهم، مورد الآیة العمل والقول ولکن مهمل بالنسبة إلیهما من جهة الموارد؛ لأنّ بعض الاعتداء معلوم جوازه أو وجوبه أو حرمته وغیرها من الموارد مجمل لابدّ فیه من بیان، نعم یمکن أن یقال بعدم خروج الموارد المحرّمة من الإطلاق الموجود بالنسبة إلی العمل والقول، ولکن مع وجود المصالح، إلاّ أن ینکر إطلاق الآیة ویدّعی إجمالها بالنسبة إلی الموارد، ولابدّ فی کلّ مورد من الدلیل.

وکذلک آیة: «جزاء السیئة سیئة مثلها»(۴)، الإطلاق فیها بالنسبة إلی جمیع الأعمال والأقوال وإن أطلق علی السبّ أیضا السیئة.

السبّ علی فرد یکون فیه نقص واقعا، فمع الإهانة یکون سبّا کما مرّ وإلاّ نفس ذکر العیب یکون غیبةً أو هجاءً أو غیرهما.

۱- الکافرون / ۶.

۲- البقرة / ۲۵۶.

۳- البقره / ۱۹۴.

۴- الشوری / ۴۰.

(۷۹)

,