۱۳۹۵-۰۲-۲۰

التعلیقة علی المکاسب المحرّمة

 

هیاکل العبادة

قوله: «النوع الثانی فیما یحرم التکسّب به وهو علی أقسام: الأوّل ما لا یقصد من وجوده علی نحوه الخاصّ إلاّ الحرام، وهی أمور: منها، هیاکل العبادة…»(۲).

الحرمة فیها لا تکون من جهة الشکل أو النقش أو العمل، ولا لجهة تحقّق التصویر أو المجسمة وغیرها من هذه الأمور، بل من جهة تحقّق الهیأة الخاصّة التی یوجب کونها فی معرض الفساد والإفساد فی الخلق من جهة العبودیة الباطلة. والمنفعة من مادّتها

۱- المصدر السابق، ص۸، س ۲۵، ج۱، ص۶۵.

۲- المصدر السابق، ص۱۴، س۳۰، ص۱۱۱.

(۲۱)

قلیلة لا یعتنی بها؛ لأن الأهمیة فی هذه الهیاکل صورتها، مع أنّ المنفعة بمادّتها لو کسبت لا إشکال فیها أصلاً.

وهذا البحث یرتبط بجولة رسم صور ذوات الأرواح، وقلنا فی هذا البحث أیضا لا إشکال فی النقش ورسم الصور وفعل النّحات فی صنع الأجسام بصورة التمثال أو شکلاً فی هذه الأزمنة؛ لو کان فیها مصلحةً للعلم أو للأدب أو للزینة، علی شریطة أن لا تکون نوعیة الشکل أو نوعیة المجسّمة ترویجا للباطل أو إشاعةً للفحشاء أو إفسادا للخلق أو تعظیما لمظاهر الکفر والشرک والنفاق، ولکن فی زمن الروایات کان الإمعان بغیر جهات ترقّی العلم والأدب والصناعة ومثلها، بل کانت معرضیة هذه الأشیاء بهذه الأشکال والهیئات موجبةً لفساد الخلق وتهییجهم لتقویة الشرک والکفر وإحیاء الباطل خاصّةً بهیئات مخصوصة من الأوثان. فلو کان الشکل أو التمثال موجبا للانحراف أو إشاعة الفحشاء أو ترویج الباطل أو إفساد الخلق کان العمل بها حراما وإلاّ فلا إشکال فی جمیع؛ سواء کانت ذوات الأرواح أو غیرها، ولکن لازم أن یکون الجمیع صورا خیالیةً المبعّدةً عن مظاهر الکفر والشرک.

یفهم ذلک من جمیع ما فی الباب من الروایات أیضا وفی هذا العصر أیضا لو کانت فی منطقةٍ من العالَم أفرادا مُستعِّدةً للشرک والکفر بجهة ضعف العقل والإدراک، لعاد المحذور بلا فرق.

(۲۲)

فالحرمة أو الحلّیة فی الأشباح والتماثیل کانت دائرة مدار الأوصاف والحالات، وکانت الحرمة موجودةً؛ لو کان العمل بجهة من جهات الفساد ولو فی غیر جهة الشرک والکفر؛ من ترویج باطل أو إشاعة فحشاء؛ وکانت الحلیة محرزةً لو کانت جهة النقش أو العمل بالتمثال من جهات الخیر والإحسان من العلم والأدب والصنعة بلا دعایة للأشکال الخبیثة، وفی جهات الحرام لا فرق فی التعلیم والتعلّم وأخذ الأجرة من جهتها وغیر ذلک من الجهات المرتبطة بها مباشرةً.

,