۱۳۹۵-۰۲-۲۰

الجسم البسیط وانقساماته

 

التحقیق فی عدم اتّصال فی الجسم

والتحقیق أنّ الجسم ـ وإن کان له اتّصال ظاهری وقابل للأبعاد الثلاثة ـ إلاّ أنّ مصداقه فی الخارج الأجزاء الأوّلیة التی هی موجودة فی الاعتدالات الجسمیة والمادّیة الخارجیة.

ویمکن أن توضع لهذه الأجزاء بحسب الصغارة أسماء أخر باعتبار التجزءة مرّة بعد أخری من قبیل أتم أو اینرسی أو جن وسائر المفاهیم المستعملة الیوم الحاضر أو الأیام الآتیة حسب الکشف والاصطلاح.

فلیس للجسم اتّصال جوهری، وهو منفصل

(۱۴)

واقعا، وهو کلام تامّ کما هو ظاهر کلام ذیمقراطیس، ولکن أجزاء الجسم صغار صلبة، ولا یمکن أن تتجزّی هذه الأجزاء فی الخارج علی ما هو منسوب إلی هذا الرجل، وهذا باطل؛ لأنّ أجزاء الجسم علی أی مقدار من الصغارة واللطافة یمکن أن تنقسم مرّة بعد أخری؛ ولو لم یکن لنا القدرة علی ذلک فی الخارج أو فی الحال؛ لأنّ وجود المانع ـ وهو عدم القدرة علی التجزءة أو عدم وجود الآلة لهذا الفعل ـ غیر عدم المقتضی فی الجسم وهو عدم إمکان التجزءة.

وأیضا عدم القسمیة لهذه الأجزاء بالجسم أو الامتداد لا تسمّی بالمادّة أو الصورة الجسمیة، بل یسمّی بالأسماء الأخری لا یخرجها من حقیقة الجسمیة؛ لأنّ هذه الأجزاء الصغار لها حجم ووضع وامتداد حقیقی فی کلّ حال؛ إذ کلّ ما یکون موجودا قبل القسمة یکون موجودا بعدها أیضا، وإن خرجت بالتجزءة من تحت أیدینا وفرّت من الآلات الموجودة، وخرجت مفاهیمها

(۱۵)

من تحت الأسماء المفروضة، ولا تدخل فی تقسیمها؛ لأنّ التجزءة لا تکون عاملاً للإعدام والنفی، بل هی علّة للتقسیم والتعدّد والکثرة فقط.

فلا یکون للجسم اتّصالاً جوهریا واقعا، وهذا الاعتقاد من المشّائین وسائر من تبعهم بلا دلیل وبرهان؛ وإن کان فی الجسم اتّصالات لطیفة کثیفة کثیرة صورتا.

فللجسم أجزاء کثیرة بالفعل وبالقوّة أیضا، ولکن أجزائه الفعلیة محدودة، وأجزائه بالقوّة غیر محدودة بحدّ أصلاً.

ومع عدم تناهیه لا یزاد من حدّه المحدود، حتّی إذا کان قابلاً للتجزءة إلی صور وأجزاء من جمیع التقسیمات المفروضة المصطلحة.

,