۱۳۹۵-۰۲-۲۰

الغناء والرقص

 

الطلیعة

هذه الرسالة التی بین یدی القاری‌ء الکریم تعرف موضع الغناء وحکمه ومستثنیاته والفرق بین حکم الغناء وآلات الملاهی ، وتبحث عن مدارک حلّیة الغناء وحرمته وتنقیدات والردود حول هذه المدارک، وفی الختام تبحث عن الرقص ووجوه حرمته، وتوکد أنّ الرقص یکون علی نحوین کما یکون الغناء کذلک، وهما السیان فی حکمهما، والمهمّ فیهما بعد نفس العمل القصد والعوارض اللاحقة والآثار الخاصّة التی تمکن أن یتحقّق بهما.

تثبت هذه الرسالة أنّ حرمة الغناء تکون من جهة الباطل والحرام والعوارض الخارجة الطارءة علیه، ولا یکون فی هذا الباب تعبّدا أصلاً، وکلّ ما یعدّ منها لا یکون حراما قهرا، فالحرمة منحصرة

(۷)

فی الصوت أهل الفسوق والعصیان وإلاّ فمجرّد الصوت الحسن أو المطرب المرجّع لا یکون حراما أبدا، والصوت کمال حقیقی وصفة طبیعیة فی الإنسان والحیوان، وهو موهبة إلهیة أوقعها اللّه فی طبیعتنا، وهو مشوّق ومونس للإنسان فی الأوقات الخالیة والأیام المختلفة فی جهات مختلفة ومعین للنفس فی العروج وحصول القرب المعنوی، ولا فرق فی هذه الجهة بین المغنّی والمغنیة ؛ لأنّ صوتها أیضا مشوّقة للإنسان الصالح السلیمة النفس أن یمیل إلی النشأة الروحیة الأخرویة والرقص أیضا أحد الأوصاف الکمال فی الإنسان، وهو معدّ ومشوّق لتعلیة الروح وصفاء الباطن فی اکتساب الکمالات والمعارف الحقّة.

هذا من جهة الثبوت وفی نفس الأمر من الواقع، ولکن فی الخارج مع الأسف کان غیر ذلک کثیرا أو یکون علی نحو اللعب والباطل مع تراکیب بالمعاصی الکثیرة، وهذه الرسالة تبحث عنها بتفصیل آتی، ونرجو من اللّه التوفیق والتأیید.

وآخر دعوانا أن الحمدللّه ربّ العالمین

(۸)

,