۱۳۹۵-۰۲-۲۰

الغناء والرقص

 

الرقص

ممّا یجب أن یبحث فی هذا الباب هو الرقص الذی یقال: أنّه حرام من جهات شتّی من اللهو والباطل أو من موارد الغناء أو یکون حراما بدلیل خاصّ وعنوان مخصوص، ولهذا لازم للمؤمنین والمؤمنات أن یجتنب عنه مطلقا، ولکن فیه مجال للمنع من جمیع الجهات:

أمّا من الجهة الأولی وأنّه من اللهو والباطل، فیمکن أن یقال: إنّه فی إطلاق هذا الکلام مجال للمنع؛ لأنّ الرقص أیضا کنفس الصوت یمکن أن یکون علی قسمین ثبوتا: الباطل والحرام ، والمباح والمحلّل؛ لأنّ اللهو والباطل یکونان وصفین لموصوف خاصّ، ولا ینحصر هذا العمل فی الواقع

(۴۵)

بالحرام، بل یکون أعمّ من ذلک، وهو فرض الحلیة فی الرقص من جهة حصول الراحة والنزاهة فی المؤمن والمؤمنة وتحصّل السرور منه بلا إدخال الحرام فیه أصلاً.

فکما یمکن أن یحصل من الرقص، الباطل والغفلة واللهو والمعصیة، یمکن أن یحصل الحلیة والاستحسان والراحة، بل یمکن أن یقال فیه: إنّه أحد أوصاف الکمال فی الإنسان وهو معدّ ومشوّق لتعلیة الروح وصفاء الباطن فی اکتساب الکمالات والمعارف الحقّة. هذا من جهة الثبوت وفی نفس الأمر من الواقع، ولکنّ الخارج مع الأسف کان غیر ذلک کثیرا، بل دائما؛ لأنّ کلّ ما هو موجود فی الخارج من هذا المعنی فی الکلّ یکون علی نحو اللعب والباطل، مع تراکیب بالمعاصی الکثیرة، وإلاّ فلا یکون هذا المعنی فی الواقع ونفس الأمر کذلک، بل هو یمکن أن یکون من مصادیق الباطل ومورد اللهو والفساد أو یکون من معدّات التصفیة والتجلیة الروحیة.

(۴۶)

وأمّا من جهة الثانیة، وأنّه کان من موارد الغناء أیضا مجال للمنع؛ لأنّه عمل آخر ولا یرتبط بالغناء؛ لأنّه منحصر فی الصوت فقط، ولا یرتبط أحدهما بالآخر. نعم یمکن أن یجتمع الغناء والرقص من حیثیات متعدّدة فی زمان واحد وشخص واحد مع إتّحاد الوجود فیها، ولکن ماهیة کلّ واحد منهما غیر الآخر. هذا من حیث الموضوع، وأمّا من حیث الحکم، فلا یمکن المساعدة علی الحرمة وعلی أنّه حرام أیضا علی فرض التسلیم فی جهة الموضوع؛ لأنّه غناء حکما ولیس الغناء بحرام مطلقا، ومع فرض الحرمة وقسم منه لا یکون الجمیع معنون بعنوان الحرمة، وفی مقام الإجمال والشک أصل العدم حاکم فی المقام.

وأمّا من الجهة الثالثة التی کانت الحرمة فیه من دلیل برأسه ومناط خاصّ شرعی أو عقلی، فهو أیضا ممنوع؛ لعدم دلیل معتبر علی ذلک، ولا یوجد دلیل واضح علی الحرمة من حیث نفسه مطلقا ولو بلا لعب ولهو وباطل فیه.

(۴۷)

وخلاصة الکلام فیه: أنّ الرقص أیضا یکون علی نحوین، وکلّ واحد منهما یمکن أن یتحقّق فی الخارج، ولکلّ واحد منهما حدّ مخصوص، ووضع خاص، بسیطا ومرکبا ـ وإن کانت الماهیة فیهما واحدة ـ والمهمّ فیه بعد نفس العمل، القصد والعوارض الحقّة والآثار الخاصّة التی یمکن أن یتحقّق به.

,